اكتب مقالا توضح فيه تأثير أيام الطفولة في تكوين شخصية الفرد [2004 مايو ]
بداية الخط المستقيم تبدأ من استقامة النقطة الأولى له ،وإذا بدأ فيه اعوجاج فإن مرجع ذلك انحراف النقطة التي بدأ منها .
الطفولة وشخصية الفرد السليمة القادرة على التكيف مع المحيطين ،والعيش في سلام وأمان ،والطفولة وشخصية الفرد المريضة نفسيا المعقدة اجتماعيا الفاشلة التي لا تقدر على خلق علاقات ناجحة مع الآخرين .
ترى هل هناك علاقة بين سلامة الشخصية أو اعوجاجها وبين مراحل الطفولة ؟ هذا ما سنتناوله بالتوضيح والتفصيل في السطور القادمة .
ممالا شك فيه أن الطفولة هي النواة الأولى – وبخاصة السنوات الخمسة من عمر الطفل – في تشكيل شخصية الفرد وتثبيت ملامحها الأساسية .
فيا لروعة الطفولة التي تحظى بتربية سليمة !
فكلما حظيت الطفولة بمعاملة حسنة من الوالدين ،والتوجيه السليم من الآباء ،وأن يكون الأب قدوة ونموذجا يحتذى به أمام الطفل في الصفات الخلقية والشخصية ،فإن مثل تلك المعاملة تعكس على شخصية الفرد بشكل يجعله يتعامل مع الآخرين بمثل تلك المعاملة التي عومل بها من قبل والديه .
فلا ننسى يوما أن الطفل الذي سينال معاملة حسنة من والده هو نفسه الذي سيؤدى دور الأب في المستقبل ،مما سينعكس على تربيته لأولاده طباع شخصيته التي تكونت من سنوات طفولته.
وإشباع مرحلة الطفولة من لعب ومرح والسماح لهم باللعب والمرح مع أقرانهم الذين في سنهم ؛يخلق شخصية اجتماعية انبسا طية ،لا تعانى من خلل في التعامل مع الآخرين كما أن إشباع هذه المرحلة باللعب والمرح تدفع بالفرد إلى المرحلة التي تليها ولا يعانى من الحرمان ،وعدم ارتداده إلى سلوك الطفل في المراحل التالية .
وعلى النقيض تماما يظهر الفرق بين الطفلتين :أحدهما تنعم بالرعاية والاهتمام ،والاستمتاع بما في هذه المرحلة من متطلبات ، والطفولة الثانية عانت حرمانا وإهمالا ،فإن الأولى تخلق لدى الفرد شخصية سوية لا تعانى أمراضا اجتماعية أو نفسية ،أما الثانية فإنها تربة صالحة لأن تنبت عليها شخصية معقدة نفسيا مريضة اجتماعيا .
لذا كان الاهتمام برعاية مرحلة الطفولة من مقومات بناء المجتمعات المتقدمة ،والأجيال النافعة .
اعداد الاستاذ / أيمن ثابت