القصة
اكتب قصة تكون الشخصية الأساسية فيها تعمل في المستشفى مايو 2000
توقف القطار عند محطة القرية الريفية ،لتنزل سعاد الممرضة في ذلك الوقت المتأخر من الليل .استأجرت تاكسيا ؛لتتجه إلى المستشفى العام حيث عملها المهني .
توقف التاكسي عند باب المستشفى لتنزل سعاد وتحمل بين يديها حقيبتها الخاصة .حارس البوابة الرئيسية بين اليقظة والنوم
- من بالباب ؟
- - أنا سعاد إحدى الممرضات الجدد اللاتي سيتسلمن عملهن في المستشفى ،أوصلني القطار في تلك الساعة المتأخرة من الليل .
- تفضلي .اذهبي الآن إلى غرفة الممرضات ،وفى الصباح يمكنك مقابلة مدير المستشفى الدكتور هشام ؛لاعتماد الموافقة على أورق التعيين
- شكرا جزيلا يا عم----
- متولي ---اسمي متولي واعتبريني مثل والدك إذا احتجت أي حاجة .
وأثناء طريقي إلى غرفة الممرضات مر أمام عيني شريط الذكريات من الماضي ،تلك اللحظات التي لن أنساها مادمت على قيد الحياة ،عندما رافقت والدي الرجل البسيط الذي كد وتعب طول حياته من أجل توفير لقمة العيش لأولاده ؛لتنتهي به عجلة الحياة داخل العناية المركزة بالمستشفى العام ،وأعطى الدكتور المتابع لحالة والدي أوامره للمرضيتين المشرفتين على حالة والدي أن يسهرا بالتناوب حتى الصباح ،بألاتغيب الملاحظة دقيقة واحدة عن أنبوب الأكسجين نظرا لأن والدي كان يعانى من ضيق حاد في شرايين القلب ،ولابد أن يستبدل الأنبوب قبل انتهائه مباشرة .؛حتى لا يتعرض والدي لأزمة قلبية قد تودي بحياته .
القدر كان على موعد مع والدي في هذه الليلة .الممرضتان من المفترض أن يتناوبا السهر وملاحظة الأنبوب بين الحين والآخر راحا معا في نوم عميق ،وحدث ما كان الدكتور يخشاه ،تعرض والدي للأزمة القلبية ولم يجد من يسعفه ،وراح والدي ضحية ليس لانتهاء أنبوب الأكسجين ،ولكن نتيجة إهمال الممرضتين .
وصلت إلى غرفة الممرضات وأنا في حالة شرود الذهن فلم أفق إلا على صوت إحدى الممرضات التي سارعت بتقديم نفسها إلى مباشرة وأخذت تشرح لي نظام المعيشة في الغرفة .استقبلت كلامها بصدر رحب ،ووعدتها أن أكون معهن جميعا عند حسن الظن .
مازال الأمر لم ينته بداخلي محاولة أن أذكر نفسي أن التمريض والسهر على راحة وخدمة المريض هي شغلي الشاغل ،وفى الصباح توجهت إلى الدكتور هشام مدير المستشفى ؛ليوقع على أوراق تعييني ،وابتدأ كلامه معي بتلك المهام الأساسية للممرضة وأنها يطلق عليها ملاك الرحمة .
- دكتور هشام أتمنى أن أكون مثالا طيبا للعمل التمريضي ،وإن كان لي رجاء بسيط أتمنى أن تحققه لي
- إن كان في الإمكان ولا يتعارض مع مصلحة العمل فلا مانع .
- -أرجو توزيعي ،للعمل في قسم الأمراض الصدرية .
نظر إلى الدكتور هشام نظرة يملؤها التعجب والحيرةفى محاولة منه أن يجد تفسيرا أو مبررا لاختياري لهذا القسم ،فكل أقسام المستشفى عنده سيان فلا يوجد قسم يتميز عن الآخر بشيء ،وأنهى تلك الحيرة التي أخذت لحظات من تفكيره بكلامه قائلا : --
- أعتقد اختيارك لهذا وراءه دافع شخصي. فهززت له رأسي بالموافقة . - - على أية حال لا أرى مانعا لعملك في قسم الأمراض الصدرية .
ارتديت معطفي الأبيض متوجهة إلى قسم الأمراض الصدرية ،وأنا في غاية السعادة ،ودار في ذهني سؤال هل يمكنني أن أجمع بين برى لوالدي بعد وفاته وبين الإخلاص في العمل .
اعداد الاستاذ ايمن ثابت