المقال5/94
اكتب مقالا في حدود 400- إلى 600 كلمة يتناسب مضمونة مع هذا العنوان (العمل ثروة ) .
العمل . التقدم .الازدهار . كلمات مترتب بعضها على بعض ، فما كان التقدم والازدهار إلا من نتاج عمل شاق وجهد مبذول .
العمل لفظة جاء الحث عليها صريحا في القرآن ،فقال الله تعالى (وقل اعملوا سيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .
والعمل شرف تقلده الأنبياء ولم يتكاسل عن أدائه العلماء على اختلاف تخصصاتهم في كل مكان وزمان ، فهو الوقود الذي تدور به عجلة الحياة ،وتخطو خطواتها نحو المستقبل به تتجاوز على مصاعبها ومشكلاتها وتجد أمما خلقت لأنفسها تاريخا ، وصنعت لأنفسها حضارة كادت تقترب من نجوم السماء ، فما السبب ؟
السبب في ذلك طريق العمل الجاد الذي سلكته ، واستطاعت أن تمضى قدما إلى نهاية الطريق ، وعلى الجانب الأخر فكم من أمم كان لها مجدها فأمست خشبا مسندة تحت ركام السنين ترى ما السبب ؟ السبب في ذلك أنها أبت أن تعفر أقدامها على طريق العمل .
فللعمل قيمة ثمينة تعلو قيمة الذهب ولألماس واللؤلؤ ؛لأن تلك الأشياء ما صنعت حضارة لشعب في يوم من الأيام ،لكن المتأمل للحضارة قديمها وحديثها ،إنما كانت من وراء عمل عظيم ،دفع بتلك الدول نحو مستقبل مشرق ومزدهر .
ولكن هنا سؤال مهم ما مقومات العمل الذي امتهنه الأنبياء وحثت عليه الأديان ؟
بالتأكيد ليس كل عمل بالضرورة أ،يصنع تقدما . ولكن الأعمال التي تصنع تقدما تلك التي يراد بها الخير والمنفعة والاتنفصل عن الإخلاص ،أما تلك الأعمال الملوثة والتي نتائجها الضرر والفساد ،فإن مثلها لا يكتب لها البقاء والخلود ،ولا تندرج تحت مصنف الأعمال التي يرفضها العقل الحكيم .
ويعد العلم ثروة عظيمة ،لما له من نتائج طيبة يجنيها المجتمع وتعود عليه بالنفع والفائدة ،فمنهاعلىسبيل المثال لا الحصر ..
1- تحقيق تقدم وازدهار بين الدول .
2- القضاء على المشكلات الاجتماعية التي قد تعيق حركة التنمية والتقدم ،كمشكلات البطالة ،وما يرتبط بها من مشكلات أخرى من مثل :الإدمان،الانحرافات بكافة أنواعها .
3- جعل الطريق ممهدا أمام الأجيال القادمة ،للانطلاق وعيش حياة رغدة ؛لما وجدوه من خلو مجتمعهم من مظاهر البطالة وتوقف عملية العمل والإنتاج .
ومن الثمار الطيبة التي يجنيها الإنسان من عمله ،ضمان الفرد إلى حد كيبر ،بأنه سيعيش في صحة نفسية بعيدا عن الأمراض النفسية التي تتولد نتيجة أوقات الفراغ ،كأمراض القلق النفسي والإحباط وغيرها من الأمراض النفسية التي تعالج بالعمل فإن نظريات الطب النفسي تعتمد على العمل كعمل من العوامل المستخدمة لتقديم العلاج إلى بعض المرضى والعمل في هدفه واحد ،بأنه بذل جهد يراد به تحقيق هدف ،ولكن أشكال العمل تتنوع وتختلف ،فمنها أعمال عضلية جسمية تعتمد على القوة الجسدية ،ومنها أعمال عقلية ذهنية ،وكلاهما لا يقل أحدهما أهمية عن الأخرى ،فلا يمكن الاستغناء بالأعمال اليدوية الجسمية عن العقلية الذهنية ،كما أنه لا يمكن الاستغناء بالأعمال الذهنية عن اليدوية فمن تلك السطور تدرك تمام العلم أن العمل ثروة عظيمة أغلى من كنوز الذهب ،ولولاه لتوقفت عجلة الحياة لكل الكائنات.
والحيوانات والحشرات تدرك قيمة العمل وتعلم صغارها عليه منذ أن ترى أعينها النور،فها هي خلية النحل والنمل مثل يوضح لنا أهمية العمل .
فهل ندرك قيمة العمل كما أدركها النحل والنمل ؟! .
اعداد الاستاذ ايمن ثابت